آخر المواضيع

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

المحطات الستة في فن الكلام وأصول الحوار الناجح ..

المحطات الستة في فن الكلام وأصول الحوار الناجح


المحطات الستة ، رئيسة في فن الكلام ، فهذه المحطات تخص حوارات واقعية ، ومواقف حقيقية ، كلنا نتعرض لها ونتعامل معها بشكل أو بآخر ، وهي :


 1- المكالمات التليفونية .

 2- العتاب .

 3- الغيبة . 

 4- التعميم .

 5- اللازمة .

 6- الكلام ، أخذٌ وعطاء . 


فهيا بنا نتوقف سريعاً عند كل واحدة منها .




المحطة الأولى : المكالمات التليفونية .


{{{ هناك من يتصل بك وأنت لا تعلم من هو ، لم تسجل رقمه ولم تتعرف على صوته ، وهو  مُصِرٌ على أن يختبر ذاكرتك ومقدار غلاوته على قلبك ، ويسألك " أنا مييين ؟.. واالله ما أنا قايل ، لما أشوف بقى حتعرفني لوحدك ولا لأ " . }}}


وأنت تحاول جاهداً ، وهو على إصراره في إمتحان ذاكرتك ، ولكنه لا يعلم أنه أيضاً يمتحن صبرك ، ويقرر أن ينعم عليك بإحدى وسائل المساعدة ، فيقول " طب أسهلها شوية ؟.. هه ، كلية التجارة " ، وعندما يجد أن هذه الوسيلة لم تكن كافية ، يقرر أن يكون أكثر كرماً ، فيقول : " جامعة عين شمس.. واالله ما أنا قايل أكثر من كدة " ، ولأن كلية التجارة جامعة عين شمس بها آلاف من البشر ، فلن تستطيع أن تتعرف عليه ، ولعلك تقول له : " يا سيدي غُلُب حماري ، أرجوك قول إنتا مين ، أنامشغول واالله " ، فلايتركك حتى

تتعرف عليه ، أو تغلق الخط في وجهه !


النصيحة :

لا تمتحن ذاكرة الناس في التليفون ، فالطبيعي أنك تبدأ أي مكالمة بالتحية ، وإذا كان الطرف الآخر لا يعرفك ، فإنك تقوم بتعريف نفسك أولاً وقبل أي كلام .





المحطة الثانية : العتاب .


{{{ هناك من يعاتب الناس كنوع من الزيادة في الود والعشم، ولكنه قد لا يعلم أن كثرة العتاب، تضفي إنطباعاً عام بعدم الإرتياح والثقل في التعامل مع الشخص المُعاتِب كثيراً .. }}}


فمن الناس من يقول لك إذا قابلك لأول مرة بعد فترة ، " كِده برضُه ما بتسأل عليَّ طول الفترة دي ؟.. االله إحنا مش أصحاب ولا إيه ؟ ".. وقد يتبادر إلى ذهنك على الفور أن تقول : " ولماذا لم تسأل أنت علي طول هذه الفترة .. إحنا مش أصحاب ولا إيه؟! "

هذا ليس أفضل حوار بين من تقابلا بعد غياب .


النصيحة :

لا تبدأ مقابلة الناس بالعتاب .. ولا تجعله من سماتك الشخصية التي يعرفك الناس بها ، لكي لا يشعر الناس بثقل في التعامل معك .





المحطة الثالثة : الغَيْبة .


{{{ لا أتعامل مع الغيبة هنا بمنظور ديني أو أخلاقي بحت ، ولكنني أتناوله من وجهة نظر فن الكلام .

المعروف عن الغيبة ، أنها ذكر الناس بما يكرهونه في عدم وجودهم ، بغض النظر عن إذا كان الكلام الذي يقال عنهم صحيح أم لا ، وبغض النظر عن ما إذا كان المغتابُ لديه الشجاعةالكافية لمواجهتهم بهذا الكلام أم لا ، فطالما ذكر الإنسان أي أحد بما يكره في عدم وجوده ، فهذه هي الغيبة ! }}}


مهما كانت حكمتك وسعة صدرك وقدرتك الفائقة على التحدث بلباقة مع الذي أمامك ، إعلم أنك إذا إغتبت الناس وأنت تتحدث مع أي إنسان ، فإن ذلك سينقص من رصيد ثقتة بك .

" فما دمت تتحدث عن أي أحد هكذا ، فما الذي يمنعك من  التحدث عني بهذا الشكل في أي وقت آخر ، إذا تغيرت الأحوال بيننا ؟ " .. وقد يقرر الإنسان العاقل أن يأخذ حذره منك ولا يفتح

قلبه لك ، إتقاءً لشرك !

وإذا فقد الناس الثقة بك ، فلن يكون أبداً لفن الكلام الأثر والفاعلية التي نتحدث عنهما طول الوقت في هذا الكتاب .


النصيحة :

لا تَغْتَب الناس ، فيفقدوا الثقة بك !



المحطة الرابعة : التعميم .


{{{ الناس دول كُرَمَة !.. الناس دول تُجَّار !.. الناس دول أغبياء !.. الناس دول أذكياء !..  }}}


التعميم ، دليل على السذاجة !

هذه كلمة قاسية ، وأعتذر لأنني مضطر أن أقولها هكذا ، فهذا هو الواقع ، التعميم دليل على السذاجة، فكيف يستطيع أي إنسان أن يجزم بتعميم صفة معينة ، أو خٌلٌق ما ، أو رأي محدد ، على شعب أو دولة أو إقليم كامل ؟

إذا كنت من الذين يحبون المبالغة والتعميم ، فعليك أن تعمد إلى ما يسمى بالاعتقاد والتغليب ، كأن تقول  " أعتقد أن أغلب الناس كذا " .. أو " أعتقد أن معظم العرب كذا " ، فهذا أدعى لأن يؤخذ كلامك على محمل الجد ، ولا تعرض نفسك للإحراج إذا  تحدى أحد مصدر المعلومة التي تصدر عنك !


النصيحة :

لا تلجأ للتعميم في أحكامك وآرائك ، وإن كنت ولا بد فاعلاً ، فعليك بطريقة ( الإعتقاد والتغليب ) .




المحطة الخامسة : اللازمة .


{{{ واخد بالك .. فاهمني .. وحاجات كده .. وكلام من ده كله .. وكاني وماني .. وكيت وكيت .. عارف إزاي .. معايا ..  You know  ، إلى آخر هذه اللازمات الشهيرة والتي يقولها الكثير من الناس بداعٍ وبدون داعٍ أثناء الكلام .. }}}


هناك من المعلِّقين الرياضيين من يحرص أن يكون له لازمة ليشتهر بها بين الناس ، ولكننا نعرف أن هذه اللازمة مصطنعة ،وهو يحرص عليها لإعتقاده أنها مفيدة له في عمله .. وإن كنت أعتقد غير ذلك ، ولكن ما يهمنا هنا هو اللازمة التي يداوم الإنسان عليها أثناء كلامه ، لتصبح مع الوقت عادة يصعب عليه التخلص منها .. 

هذه العادة غالباً ما تقلل من صورة الإنسان بين الناس ، وتعطي إنطباعاً بأن هذا الشخص كوميدي نوعاً ما ، ومع الوقت سيفقد الناس تركيزهم في معظم حديث هذا الشخص ؛ لأنهم سيستمعون له ولكن عقلهم الباطن ينتظر ليسمع تلك اللازمة ..

تماماً مثل ما تسمع صوت نقطة ماء ، تسقط من الصنبور لتقع على حوض الحمام ، وهذا الصوت يتكرر بإنتظام وبنفس الوتيرة ، مع الوقت ستفقد تركيزك في كل شيء وأنت تسمع صوت هذه

النقطة ، حتى أنه قد يمنعك حتى من النوم على الرغم من أنه غير مزعج بهذا القدر ، ولكن إستمرار الصوت وإنتظامه مع الوقت يستحوذ على تركيز الإنسان .. وكذلك اللازمة .


النصيحة :

تخلص من اللازمة !



المحطة السادسة : الكلام ، أخذ وعطاء .


{{{ الحوار أنواع :

فهناك حوار مثل لعبة ( البينج بونج ) ، الطرفان يقومان بالرد على بعضهما بشكل قوي وسريع ، هذا كلمة وذلك كلمة حتى نهاية الحوار ، وهذا يكون أحياناً في حالات النقاش ، أو حتى في حال الجدل . }}}


وهناك حوار ، أكثر رقياً ، مثل لعبة ( التنس الأرضية ) ، كل واحد يأخذ وقته في توصيل الكرة لملعب الطرف الآخر ، وهذا يكون حواراً راقياً وجميلاً ، يأخذ كل طرف فيه وقتاً قصيراً ولكنه كافٍ ليتكلم ، ثم يترك الفرصة للآخر ليتكلم بدوره .. والفرق بين حوار التنس ، وحوار البينج بونج ، هو سرعة الرد وقصر المدة المتروكة لكل طرف . 


وهناك نوع آخر مختلف من الحوار ، وهو حوار ( الجولف ..! ) هل تعرف هذه اللعبة ؟.. أن تضرب الكرة بالمضرب بعيداً ثم تذهب إليها على مهل لتضربها مرة أخرى حتى تسقط في الحفرة ، وكذلك الطرف الثاني في الحوار ، له كرة خاصة به وحده ، يضربها بدوره ويذهب إليها على مهل .. وهذا النوع من الحوار يكون عادةً في حال الإجتماعات الرسمية والمناظرات العامة ، حيث يأخذ كل طرف الفرصة في عرض برنامجه أو فكرته أو خطبته في وجود الطرف الثاني للحوار ، ولكن بدون تداخل مباشر بينهما .


وهناك حوار ( كرة السلة ) ، وفيه كل طرف يريد الإستحواذ على الكرة وحده دون الطرف الآخر حتى يسجل الهدف ، وحتى بعد تسجيل الهدف ، فهو يحصل عليها مرة أخرى ولا يبدي أي إستعداد للتخلي عنها .. وهذا حوار غير راقٍ ، ويستخدم عادةٍ بين العامة ، في الخناق !


المشكلة أن بعضنا يستخدم حوار كرة السلة ، حيث يجب أن يستخدم حوار البينج بونج ، وقد يستخدم حوار الجولف ، بينما الموقف يستدعي الحوار بطريقة التنس .. ومن يخطئ في اختيار أسلوب الحوار المناسب للموقف ، لا يحصل عادةً على نتائج إيجابية من هذا الحوار ويكون ضرره أكبر من نفعه!


النصيحة :

إجتهد في اختيار الأسلوب المناسب ، لتحصل على أعلى فائدة من الحوار .

 


((((   شاركنا رأيك في التعليقات عن المقال   ))))



إذا أعجبك المقال :: إكتب لنا تعليقاً :: وشارك المقال لكل أصدقائك 

 حتى تعم الفائدة للجميع  


------------------------------------------------------------

مركز أجيال للتدريب والتنمية




***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء التعليق كي يتسنى لنا أن نطور من نفسنا ونصحح أخطائنا

من نحن

author مرحبا، أنا مركز الشام للتدريب والتنمية ( أجيال سابقاً ) وهذه مدونتي أسعى دائما لأقدم لكم أفضل المواضيع الخاصة بالتعليم والتدريب والتنمية .
المزيد عني →

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *