المحطات الستة ، رئيسة في فن الكلام ، فهذه المحطات تخص حوارات واقعية ، ومواقف حقيقية ، كلنا نتعرض لها ونتعامل معها بشكل أو بآخر ، وهي :
1- المكالمات التليفونية .
2- العتاب .
3- الغيبة .
4- التعميم .
5- اللازمة .
6- الكلام ، أخذٌ وعطاء .
فهيا بنا نتوقف سريعاً عند كل واحدة منها .
المحطة الأولى : المكالمات التليفونية .
{{{ هناك من يتصل بك وأنت لا تعلم من هو ، لم تسجل رقمه ولم تتعرف على صوته ، وهو مُصِرٌ على أن يختبر ذاكرتك ومقدار غلاوته على قلبك ، ويسألك " أنا مييين ؟.. واالله ما أنا قايل ، لما أشوف بقى حتعرفني لوحدك ولا لأ " . }}}
وأنت تحاول جاهداً ، وهو على إصراره في إمتحان ذاكرتك ، ولكنه لا يعلم أنه أيضاً يمتحن صبرك ، ويقرر أن ينعم عليك بإحدى وسائل المساعدة ، فيقول " طب أسهلها شوية ؟.. هه ، كلية التجارة " ، وعندما يجد أن هذه الوسيلة لم تكن كافية ، يقرر أن يكون أكثر كرماً ، فيقول : " جامعة عين شمس.. واالله ما أنا قايل أكثر من كدة " ، ولأن كلية التجارة جامعة عين شمس بها آلاف من البشر ، فلن تستطيع أن تتعرف عليه ، ولعلك تقول له : " يا سيدي غُلُب حماري ، أرجوك قول إنتا مين ، أنامشغول واالله " ، فلايتركك حتى
تتعرف عليه ، أو تغلق الخط في وجهه !
النصيحة :
المحطة الثانية : العتاب .
{{{ هناك من يعاتب الناس كنوع من الزيادة في الود والعشم، ولكنه قد لا يعلم أن كثرة العتاب، تضفي إنطباعاً عام بعدم الإرتياح والثقل في التعامل مع الشخص المُعاتِب كثيراً .. }}}
فمن الناس من يقول لك إذا قابلك لأول مرة بعد فترة ، " كِده برضُه ما بتسأل عليَّ طول الفترة دي ؟.. االله إحنا مش أصحاب ولا إيه ؟ ".. وقد يتبادر إلى ذهنك على الفور أن تقول : " ولماذا لم تسأل أنت علي طول هذه الفترة .. إحنا مش أصحاب ولا إيه؟! "
هذا ليس أفضل حوار بين من تقابلا بعد غياب .
النصيحة :
المحطة الثالثة : الغَيْبة .
{{{ لا أتعامل مع الغيبة هنا بمنظور ديني أو أخلاقي بحت ، ولكنني أتناوله من وجهة نظر فن الكلام .
المعروف عن الغيبة ، أنها ذكر الناس بما يكرهونه في عدم وجودهم ، بغض النظر عن إذا كان الكلام الذي يقال عنهم صحيح أم لا ، وبغض النظر عن ما إذا كان المغتابُ لديه الشجاعةالكافية لمواجهتهم بهذا الكلام أم لا ، فطالما ذكر الإنسان أي أحد بما يكره في عدم وجوده ، فهذه هي الغيبة ! }}}
مهما كانت حكمتك وسعة صدرك وقدرتك الفائقة على التحدث بلباقة مع الذي أمامك ، إعلم أنك إذا إغتبت الناس وأنت تتحدث مع أي إنسان ، فإن ذلك سينقص من رصيد ثقتة بك .
" فما دمت تتحدث عن أي أحد هكذا ، فما الذي يمنعك من التحدث عني بهذا الشكل في أي وقت آخر ، إذا تغيرت الأحوال بيننا ؟ " .. وقد يقرر الإنسان العاقل أن يأخذ حذره منك ولا يفتح
قلبه لك ، إتقاءً لشرك !
وإذا فقد الناس الثقة بك ، فلن يكون أبداً لفن الكلام الأثر والفاعلية التي نتحدث عنهما طول الوقت في هذا الكتاب .
لا تَغْتَب الناس ، فيفقدوا الثقة بك !
المحطة الرابعة : التعميم .
{{{ الناس دول كُرَمَة !.. الناس دول تُجَّار !.. الناس دول أغبياء !.. الناس دول أذكياء !.. }}}
التعميم ، دليل على السذاجة !
هذه كلمة قاسية ، وأعتذر لأنني مضطر أن أقولها هكذا ، فهذا هو الواقع ، التعميم دليل على السذاجة، فكيف يستطيع أي إنسان أن يجزم بتعميم صفة معينة ، أو خٌلٌق ما ، أو رأي محدد ، على شعب أو دولة أو إقليم كامل ؟
إذا كنت من الذين يحبون المبالغة والتعميم ، فعليك أن تعمد إلى ما يسمى بالاعتقاد والتغليب ، كأن تقول " أعتقد أن أغلب الناس كذا " .. أو " أعتقد أن معظم العرب كذا " ، فهذا أدعى لأن يؤخذ كلامك على محمل الجد ، ولا تعرض نفسك للإحراج إذا تحدى أحد مصدر المعلومة التي تصدر عنك !
النصيحة :
المحطة الخامسة : اللازمة .
{{{ واخد بالك .. فاهمني .. وحاجات كده .. وكلام من ده كله .. وكاني وماني .. وكيت وكيت .. عارف إزاي .. معايا .. You know ، إلى آخر هذه اللازمات الشهيرة والتي يقولها الكثير من الناس بداعٍ وبدون داعٍ أثناء الكلام .. }}}
هناك من المعلِّقين الرياضيين من يحرص أن يكون له لازمة ليشتهر بها بين الناس ، ولكننا نعرف أن هذه اللازمة مصطنعة ،وهو يحرص عليها لإعتقاده أنها مفيدة له في عمله .. وإن كنت أعتقد غير ذلك ، ولكن ما يهمنا هنا هو اللازمة التي يداوم الإنسان عليها أثناء كلامه ، لتصبح مع الوقت عادة يصعب عليه التخلص منها ..
هذه العادة غالباً ما تقلل من صورة الإنسان بين الناس ، وتعطي إنطباعاً بأن هذا الشخص كوميدي نوعاً ما ، ومع الوقت سيفقد الناس تركيزهم في معظم حديث هذا الشخص ؛ لأنهم سيستمعون له ولكن عقلهم الباطن ينتظر ليسمع تلك اللازمة ..
تماماً مثل ما تسمع صوت نقطة ماء ، تسقط من الصنبور لتقع على حوض الحمام ، وهذا الصوت يتكرر بإنتظام وبنفس الوتيرة ، مع الوقت ستفقد تركيزك في كل شيء وأنت تسمع صوت هذه
النقطة ، حتى أنه قد يمنعك حتى من النوم على الرغم من أنه غير مزعج بهذا القدر ، ولكن إستمرار الصوت وإنتظامه مع الوقت يستحوذ على تركيز الإنسان .. وكذلك اللازمة .
النصيحة :
تخلص من اللازمة !
المحطة السادسة : الكلام ، أخذ وعطاء .
{{{ الحوار أنواع :
فهناك حوار مثل لعبة ( البينج بونج ) ، الطرفان يقومان بالرد على بعضهما بشكل قوي وسريع ، هذا كلمة وذلك كلمة حتى نهاية الحوار ، وهذا يكون أحياناً في حالات النقاش ، أو حتى في حال الجدل . }}}
وهناك حوار ، أكثر رقياً ، مثل لعبة ( التنس الأرضية ) ، كل واحد يأخذ وقته في توصيل الكرة لملعب الطرف الآخر ، وهذا يكون حواراً راقياً وجميلاً ، يأخذ كل طرف فيه وقتاً قصيراً ولكنه كافٍ ليتكلم ، ثم يترك الفرصة للآخر ليتكلم بدوره .. والفرق بين حوار التنس ، وحوار البينج بونج ، هو سرعة الرد وقصر المدة المتروكة لكل طرف .
وهناك نوع آخر مختلف من الحوار ، وهو حوار ( الجولف ..! ) هل تعرف هذه اللعبة ؟.. أن تضرب الكرة بالمضرب بعيداً ثم تذهب إليها على مهل لتضربها مرة أخرى حتى تسقط في الحفرة ، وكذلك الطرف الثاني في الحوار ، له كرة خاصة به وحده ، يضربها بدوره ويذهب إليها على مهل .. وهذا النوع من الحوار يكون عادةً في حال الإجتماعات الرسمية والمناظرات العامة ، حيث يأخذ كل طرف الفرصة في عرض برنامجه أو فكرته أو خطبته في وجود الطرف الثاني للحوار ، ولكن بدون تداخل مباشر بينهما .
وهناك حوار ( كرة السلة ) ، وفيه كل طرف يريد الإستحواذ على الكرة وحده دون الطرف الآخر حتى يسجل الهدف ، وحتى بعد تسجيل الهدف ، فهو يحصل عليها مرة أخرى ولا يبدي أي إستعداد للتخلي عنها .. وهذا حوار غير راقٍ ، ويستخدم عادةٍ بين العامة ، في الخناق !
المشكلة أن بعضنا يستخدم حوار كرة السلة ، حيث يجب أن يستخدم حوار البينج بونج ، وقد يستخدم حوار الجولف ، بينما الموقف يستدعي الحوار بطريقة التنس .. ومن يخطئ في اختيار أسلوب الحوار المناسب للموقف ، لا يحصل عادةً على نتائج إيجابية من هذا الحوار ويكون ضرره أكبر من نفعه!
(((( شاركنا رأيك في التعليقات عن المقال ))))
إذا أعجبك المقال :: إكتب لنا تعليقاً :: وشارك المقال لكل أصدقائك
حتى تعم الفائدة للجميع
------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء التعليق كي يتسنى لنا أن نطور من نفسنا ونصحح أخطائنا